التفكير الموضوعي
التفكير الموضوعي احد اهم انواع
التفكيرالتي يجب على المفكر ان يغوص فيها و لما للتفكير من دور كبير في صياغة
منهجيته و رؤيته الفكرية ، وتغير الامم و نقل الى رقي الانسان و تطوره.
في البداية علينا ان نعرف
التفكير الموضوعي لنعرف اهميته وقدرة ،فالتفكير :-
هو اعمال العقل في تنظيم الافرضيات و القواعد و الافكار في نظام ما لاتخاذ قرار معين حول قضية معينة او مشكلة ما او موضوع محدد . فهو عملية ذهنية تعتمد على معطيات محددة تدول حول قضية ما لتنتج نتيجة محدده.
هو اعمال العقل في تنظيم الافرضيات و القواعد و الافكار في نظام ما لاتخاذ قرار معين حول قضية معينة او مشكلة ما او موضوع محدد . فهو عملية ذهنية تعتمد على معطيات محددة تدول حول قضية ما لتنتج نتيجة محدده.
و تبرز اهمية التفكير الموضوع
في اثرها الفعال في انفسنا فهناك نوعان من العقل
ذو الامكانات الذهنية و المبادئ الاولية ، وهوما يشترك فيه كل الامم
بالتساوي و يتفاوت به الافراد ، والعقل ذو العقائد و النظم و التاقليد هو العقل
الثقافي ، وهذا يختلف من مكان لمكان و من ثقافة لثقافة و من جيل الى جيل .العقل
الثقافي هو الفرق الاساسي بين الامم المتقدمة و الامم التابعة والمتاخرة .
ومن هذان النوعان فان التفكير
تشغيل و تحفيز الامكانات الذهنية في المعلومات التي بين ايدينا و خبرات التي تتشكل
عبر الوقت من اجل الانتقال من المعلوم الى المجهول .
ومن هنا نعرف التفكير الموضوعي
بأنه : "مجموعة من الأساليب والخطوات
والأدوات التي تمكننا من الوقوف على الحقيقة ، والتعامل معها على ما هي عليه بعيدا
عن الذاتية والمؤثرات الخارجية ". د.عبد الكريم بكار .
وليتكون لدينا الفكر الموضوعي
يجب علينا ان ننمي انفسنا معرفيا من خلال القراءة و الاطلاع و العلم ، فالعقل بدون
علم و معرفة يشبه الحاسوب الذي يخلو من البرامج و العلم و المعرفة بدون العقل ذو
الامكانات الذهنية القوية يشبه البرامج بدون الحاسب القوي و هذه و تلك لا تفيد ولا
نريدها و انما نريد العقل السليم و العلم القويم و المعرفة الواسعة لنخرج بعقولنا
الى حيز التاثر ولابداع فنحن مطالبون بخلافة الكون و عمر الارض و هذا لا يتاتى
بدون العلم و المعرفة و التفكير العميق في المسائل و الامور المحيط بنا و تعمق في
طبقاتها كمن يحفر بالارض ، فالتفكير يجيب ان يقودنا الى التعمق في الاشياء وربط
النتائج معا للوصول الى حقائق صحيح و جيدة تخدمنا في القرارات التالية و تنقلنا من
المجهول الى المعلوم .
تندرج اهمية التفكير الموضوعي
في انه يجعلنا نناقش الامور و الموضوعات من خلال العقل و من وجهة نظر تعتمد على
منهجية التي تضم مجموعة من القواعد و الافكرا والمفاهيم المترابطة معا و المنتسقة
، و هناك عدد من النقاط التي يجب ان نراعيها من اجل تفكير موضوعي وتحقق لنا
الاهداف المرادة من جود مفكرين و تفكير ومنها نذكر ...
1. الابتعاد عن الاهواء و الظنون و
انما نعتمد على الوقائع و الحقائق .
2. ان نتجنب المبالغة في المدح او الذم و التعصب الى فئة او عائلة او قبيلة او
جماعة او بلد ، فالامور تخضع للعقل و النقد و التمحيص .
3. التجرد من الاراء السابقة و عدم معالجة الامور بمواقف شخصية مسبقة عليها.
4. الامور الذهنية لا تحمل التشكيك و التقبل التعميم بينما الامرو الانسانية و
التفكير فيها لا يقبل التعميم، فتعميم غير صحيح للوقائع يجعلنا نستخرج منتجات
خاطئة .
5. يجب علينا ان نتقبل النقد وان يدفعنا دائما لتفكير في افكارنا و قواعدنا و
تعديل عليها و التطوير فالمفكر الحقيقي الذي يعرف بان الافكر قد تتغير وتتعدل و
تتطور من مع الوقت و الزمان فهي ، ومشكلتنا نحن بان بعض المفكرين يصابون بالتعصب
الفكري فلا يقبلون النقد و الا يقبلون فكرة التعديل على افكارهم و التطوير منها.
6. التفكير يجب ان لا يخضع الى الازدواجية في المعايير ، و هذا قد يضعنا في
حالة التعصب او الرؤية العوراء ، كمن يرى بعين و احد ، ويكل الامور بمكيالين
مختلفين .
7. الافكار التي نتبنها نتبنها لذاتها ولما تقدمه لنا حلول و استنتاجات ذات
قيمة وليس للاشخاص الذين يقولون بها ، فالتفكير يجعلنا لا نقدم الاشخاص على
الافكار ، او ان نقع ضحية ضغط الجماهير
8. التفكير يريد بنك من المعلومات و الملاحظات والمعطيات
و هناك اشكال وانواع من التفكير
منها النقدي و الابداعي التقليدي و العلمي
... و هي تختلف عن التفكير الموضوعي في نقاط وتلتقي معه في نقاط اخرى فالبداية سوف
اسعى لتعريف هذه الانواع الاربعة .
اولا – التفكير النقدي
هو اشهر انواع التفكير و اكثرها
شيوعا بين التربويين و المفكرين وله عدة استخدمات منها الكشف عن العيوب والاخطاء ،
و الشك في كل شئ ، والتحليل و التفكير التحليلي ، و التاملي ...
وهو التدقيق و الفحص للحلول
المقدمة و النتائج الصادرة عن عمليات التفكير ، و هو تفكير تاملي و معقول يبحث في
خبايا النتائج و يتامل بها و هو يتطلب منا استخدام المهارات العليا من تحليل و
تركيب و تقويم
ثانيا –
التفكير الابداعي
وهو نشاط
العقل بشكل هادف و مركب بهدف ورغبة قوية في البحث عن الحلول و نتائج اصيلة جيدة لم
تكن معروفة سايقا . فهو يمتاز بالشمول و التعقيد لانه يتضمن عناصر معرفية و
انفعالية واخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة. ومن مهاراته الطلاقة بانواعها (
اللفظية و المعاني و الاشكال ...) و المرونة و الاصالة و لافاضة و الحساسة
للمشكلات ...
ثالثا – التفكير التقليدي
هوالتفكير النمطي و هو يتبع
خطوات محددة و يبدا من نقطة مححدة حتى يصل الى نتيجة. وهذا النوع من التفكير يجمد
العقل ويسد الطريق امام الابداع والتطوير القدرات الابداعية .
رابعا – التفكير العلمي
هو التفكير الذي يعتمد على
الاسلوب العلمي ومن وجهة نظر علمية مثل الواقعية و الطبيعية والتربوية والتجريبية
و الايجابية. و هو يعتمد على الغريزة و العلم و الفهم .
وهذا التعاريف مبسط لهذا
الانواع من التفكير و هناك كثير من التعاريف الاخرى ، و من هذه التعريف نجد ان
التفكير الموضوعي عبارة عن تفلكير نقدي ابداعي تقليدي علمي بحثي ، حيث اننا في
التفكير الموضوعي لا نقبل الافكار بدون نقد و اثبات و لا نتوقف عند النقد بل نسعى
للابداع و التطوير و لانهمل التاريخ و انما نقبله بالبرهان و التوثيق .
وكاننا نقول بان التفكير الموضوعي يصلح ليكون عنوان
رئيسي لهذه الانواع من التفكير و لغيرها فهو يضمها تحت تعريفة ضمن محددات تجعله
نقطة الجمع بينها جميعا .
و للتفكير الموضوعي طبيعة تميزه عن كل هذه الانواع من
التفاكير فهو ابداعي تقليدي نقدي علمي ذو نزعة ابداعية و صاحبة يبحث دائما عن
الجديد والكمال ليصل الى قمة الموضوعية ، ولا نستطيع بان نسلم بانه مهارة من
مهارات التفكير فهو يجمع الكثيير من مهارات التفكير و انما هو سمة او صفة من صفات
التفكير .. فهو باختصار تفكير بكل مهاراته يلتبس بصفة الموضوعية.
خصائص التفكير الموضوعي ان يعرف المفكر حدود الذات فكل
شخص منا له حدود في القدرة و الفهم لا يتجاوزها ، و علينا التثبت من صحة المعلومات
فالمعلومة نعرضها على الادلة و البراهين
ونثبت ما يثبته الدليل و نسقط ما يسقطه الدليل
ولا نقبل المعلومة دون برهان .
كما انه من اهم خصائص التفكير الموضوعي الاستقلالية و ترك
التعصب للاراء و الاهواء و الاباء ، او الحكم المسبق فالافكار كلها تعالج بعيد عن
اي مؤثر خارجي ، و علينا التعامل بالعدل مع الناس فالناس جميعا سواء امامنا لا
نقدس اشخاص ولا نحتقر غيرهم فيؤثر ذلك على قراراتنا و اتقديراتنا .
كما ان للنظرة التفصيلية دور مهم جدا حيث انها تجنبما
اصدار الاحكام العامة و المطلقة على الامور بدون التدقيق و التفصيل .
كما يعد سعى الشخص لتطوير ذاته و نقد ها و مراجعته
لقراراته وارائه من اهم اسس الابداع التطوير ، كما ان المرونه الذهنية تساعد على
تقبل الافكرالجديدة و معالجتها .
وللبناء الموضوعية نحتاج الى البعد عن الظن و التخمين
والخرافات و خلافه كما اننا بحاجة للتجرد عن الاهواء الشخصية و الاحكام المسبقة
على الاشخاص و الاشياء و المسلمات الغير مثبته و التقاليد و العادات الغير ممحصة .
كما ان وحدة المنهج و تناسقة من اهم الامور التي تعيننا
على التفكير و الاستنتاج الدقيق وخصوصا في حالات التي تشح فيه المعلومات وتقل
المعطيات و كما انها تعود على المفكر بالفوائد
1.
الصدق مع الذات
2. مصداقية الاحكام والتصورات
3. الوقاية من اضطرابات الاحكام و تناقضاتها
4. الوقاية من الخروج عن المسار الشرعي الصحيح و الوقاية من الفرقة و الخلاف
5. احترام الاختصاص
6. تحري الدقة
7. العدل و الانصاف
8. النظر في حقائق الامور فلا يشتغل الانسان بجزئيات لا تدخل في صلب
9.
القدرة على الموازنة بين الامور
و من هنا لا نستطيع ان نستغني عن اي خاصية من الخواص ،
حيث ان اهمية كل و احد منها تعكس جزء من التفكير الموضوعي ، حيث انها تشكل
بمجموعها بناء التفكير الموضوعي قد تتقدم واحدة على الاخرى حسب الثقافة و البيئة
التي كان فيها فمن المعلوم بان التفكير الموضوعي و العقلانية تعبر من الامور
الثقافية التي تختلف من امة الى امة و من بيئة الى بيئة و من جيل الى جيل و تتمايز
بينهم
وهذا يوضح لنا اهمية التفكير الموضوعي حيث ان التفكير
الموضوعي قائم على التحرر من كل القيوم التي تقيدنا من افكرا و المسلمات لم يتم
اثباتها ، حيث انه يسعى من خلال كل هذه المعطيات و الافكر الى الانتاج و الابداع
في التفكير و التطوير.
و في الختام اود ان اشكر على هذا البحث و اتمنى ان اكون
قد حققت المطلوب مع ضيق الوقت وضغط ، واتمنى ان اصل الى التفكير الموضوعي .
الراجع
1. - التفكير العلمي والإبداعي، أ.عبدالله البريدي،
مجلـة البيان
2. فصول من التفكير
الموضوعي د عبد الكريم بكار
3.
محاضرات الاستاذ د عبد الكريم
م. مهران قوزح
شكراا
ردحذف